المواطن العربي و النضال الطويل من اجل الحياة/ خليل الوافي

 
من وحي الكلام

تعثرت الخطوات الاولى في مهد الاحساس بمواطنة المواطن العربي من اجل تحقيق اهداف البقاء واعلان التمرد المستمرضد اشكال التهميش و الاقصاء .و لم يكن معنى المواطن الا صورة استهلاكية تحاول ان تغذي بها اغراضا خاصة في طمس هوية المواطن داخل بوثقة العناصر المتداخلة التي تنصهر بداخلها كل مقومات و شروط التي يحيا من اجلها هذا المواطن الذي ظل مع مرور الزمن يعيش في دواليب وسراديب النسيان باسماء مختلفة .مرة باسم الشعب ومرة باسم الانسان ومرة اخرى باسم الجماهير وفي هذه الايام باسم الشارع العربي .بالاضافة الى الى جملة من المسميات المقصودة حتى لا تثار قضية المواطن بالمعنى الوظيفي و الديمقراطي .وفي ارتباطها بعنصر المواطنة وتحقيق شروط العدالة في اسمى تجلياتها .وضوابط تجاوبها مع منطق المصالحة الواضحة بين المؤسسة الحاكمة و علاقتها مع هذا المواطن العربي الذي يعبر عن كل فئات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد....
وفي غياب هذه العلاقة المؤسساتية و بالنظرة الدونية .و في كثير من الاحيان تغييب دور المواطن في عملية الشراكة .ومرد ذلك ناتج عن غياب الثقة المتبادلة بين مؤسسة عملاقة ذات سلطة لامتناهية.ومواطن فرد لا يقوى على الصمود ومقاومة سلطة السلطة في فرض اختياراته.وهذا الانطباع كرس الهوة الشاسعة . وافرز بؤر الاختلاف و التشكيك في مصداقية هذه المؤسسة التي فتح عينيه عليها منذ ولادته القيصرية .وهذه المقولة يشكك فيها الكثيرون .لانها لا تنبني على علاقة تواصلية وتفاعلية ....وهذا ما تحاول الانظمة الحاكمة من فرضه بقوة وتؤكد للاخر انها هي التي تتحكم في كل ما يحتاجه اليه هذا المواطن .وبموجب هذه السلطة ان يخضع بطريقة او باخرى لمنطق القوي و الحاكم الذي يضع يده على كل شيء حتى على ابسط الحقوق التي يمكن ان يحصل عليها دون عناء يذكرودون ان يفكر في وسيلة اخرى من التعبير و الاحتجاج
وامام هذه العلاقة الغائبة وغير الممكنة يظل مفهوم المواطن بعيد المنال . وتبقى كلمة المواطن اكبر من دلالتها العميقة و الجوهرية في حصول التطابق والتصالح الاجتماعي بين حقيقة المواطن الحق الذي يملك شروط ومقومات الديمقراطية ومواطن لا حول ولا قوة له سوى انه ينتمي الى هذا النظام او ذاك .وعليه ان يتحمل شتى المعوقات و الضغوط التي تمارس عليه لكي يظل خارج مصطلح المواطن العربي الذي لا ينقصه اي عنصر من عناصر النجاح .و الاعتزاز بوطنيته امام نفسه وامام المؤسسة التي ينتمي اليها ...
وفي ظل هذه السياسة المتبعة في اكثر من قطر عربيالتي تضع صورة المواطن ضمن حدودها واهدافها التي يجب ان يتحرك من داخلها . و المراقبة الموجهة لتحديد رد الفعل اتجاه هذه السياسة .مما ينتج عنه تطويق حدود الحياة في التحرك .باعتباره مصدر خطر مباغث في اية لحظة يستطيع ان يثور ضدها ضمن لحظات التاريخ العربي .وهي معتقدة انها احكمتسيطرتها عليه .وضيقت الخناق على احلامه و طموحاته .و على قدرته في حياة بديلة .وهذا التعنت الاستعلائي كان وما يزال سببا رئيسيا في سقوط انظمة بكاملها..وانكشفت حقيقة ودور المواطن العربي في تحقيق ذاته داخل منظومة متكاملة اسمها المجتمع......
وانقلبت الصورة في تاكيد احقية المواطن في الحياة . وممارسة هذه الحياة ضمن اطار اصلاحي لمجموعة القضايا التي كانت مضطهدة ومقموعة ومغيبة لا تخدم مصالح وتوجهات هذه المؤسسة التي بدات تشعر بالارتباك و نهاية عصرها الذهبي .و بالصدمة التاريخية في تطبيق وممارسة حق الحياة للجميع وهذا ابسط الحقوق
وما يحدث الان في اكثر من عاصمة عربية .خبر مثال على دور المواطن في صناعة المشهد الديمقراطي .و تحقيق سبل دمقرطة المؤسسات العربية الجديدة في مراجعة طرق وسبل التعامل مع هذا المواطن العربي..........

CONVERSATION

0 comments: