عبده النيجرو .. الشهير بـ "أفيونة"/ مجدى نجيب وهبة

ضاقت الدنيا فى وجه "عبده النيجرو" الشهير بأفيونة بعد أن صادرت الشرطة "صندوق الورنيش" الذى كان يسرح به على المقاهى ، وأصبح خالى شغل ، ولم يعد بمقدرته شراء الأفيون الذى أدمنه ، ولكن لإرتفاع أسعاره قرر تغييره بالبانجو ، وتبخرت القروش من جيبه ، ولم يجد حتى ثمن ما يأكله ، فنصحه أولاد الحلال بأن يذهب إلى التحرير ، فإعترض أفيونة لأنه لم يقرأ جريدة فى حياته ، ولا يفك الخط .. ويتذكر أخر رئيس لمصر كان "جمال عبد الناصر" .. يعنى أفيونة أخر طراوة ، فأقنعوه ولاد الحلال بأنه لا يهم مادامت نيته سليمة و"أم أفيونة" دعياله ..

لم يكذّب أفيونة خبر وإستلف بعض النقود وإشترى تى شيرت جديد كتب عليه "25 يناير" ، وإرتدى قبعة ونظارة نصف لبة ، وذهب مسرعا إلى ميدان التحرير .. وما أن وطأت قدماه الميدان إلا ووجد صديقه "شلبى الأعور" الشهير بـ "كفتة" يقف وسط دائرة ويلتف حوله مجموعة كبيرة من البشر ، بعض مقدمى البرامج الإعلامية والتوك شو لنقل تصريحاته على الهواء مباشرة كما إلتف حوله بعض المراسلين للقنوات الفضائية .. وبدأ "كفتة" يحكى ذكرياته عن 28 يناير وكيف إستطاع تسلق أحد الدبابات ولم ترهبه ، بل وكتب على أحد الدبابات بالبويا السوداء "يسقط حسنى مبارك" ، بل إستطاع أن يقف شاهرا علمه على أحد المدرعات الحربية ، وبالطبع لا بد أن تأخذ بعض القنوات حوار مع "عبده النيجرو" بعد أن قدمه صديقه على أنه "أخ مناضل من أفغانستان" ، وتحولت الكاميرات إلى "عبده النيجرو" الشهير بأفيونة ، وظل "أفيونة" يسرد ذكرياته .. بالقطع ليس مسح الأحذية ولكن كيف كانت علاقته بكلينتون وكيف توترت هذه العلاقة فى الأيام الأخيرة بسبب الغيرة العمياء التى أصابت "أوباما" ..

وسبحان الله بين الأمس واليوم تحول "عبده أفيونة" إلى نجم من نجوم السياسة تتهافت عليه القنوات الإعلامية ، فقد أصبح أشهر من "أبو الليف" ، بل صار "عبده أفيونة يقود سيارة B.M.W أحدث موديل ، ويضع أربعة خواتم فى أصابعه وسلسلة جنزير تتدلى من رقبته ، وفى إحدى المرات وهو جالس على مقهى قريب من التحرير .. إذ ببعض الصبية ماسحى الأحذية إقتربوا منه بعد أن أشار لأحدهم أن يمسح حذائه وإذ الصبى يصرخ "عبده النيجرو أهو .. أهو" ، وفى ثوانى معدودة إلتف حواله 10 ألاف ماسح أحذية ليعرفوا ما سر هذا التحول الذى أصاب "عبده أفيونة" ، مما دعاه إلى عمل منصة ليخاطب هذه الألاف ، ولم يكلف "عبده أفيونة" نفسه سوى إشارة من إصبعه إلى ميدان التحرير .. والنتيجة أن جميع زملاءه ماسحى الأحذية ألقوا بالصناديق بعيدا وفعلوا مثلما فعل أفيونة ، وإنطلقوا إلى التحرير .. لتحديد المصير ..

أما عبده أفيونة فقد تأبط ذراع "شلبى الأعور" وإنطلقوا يقدموا أوراقهم للترشيح فى البرلمان القادم لمجلس الشعب .. إنتهت

CONVERSATION

0 comments: