علمهم يا رفيقي احمد/ راسم عبيدات


يخاطب الشاعر المقدسي الرفيق علي عبيدات الرفيق القائد احمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي خاض اضراباً اسطوريا مفتوحاً عن الطعام لمدة 22 يوماً في عزله بسجن "ريمون" الصحراوي،والذي على أثره تم نقله الى مستشفى سجن الرملة بسبب دخوله في نوبات من الغيبوبة المتقطعة،من أجل انهاء عزله هو ورفاقه واخوته الأسرى الذين أراد الاحتلال وادارة سجونه أن يدفنوهم أحياء في تلك الأكياس الحجرية وعلب الصفيح النتنة ،سعدات المتمرد والمنتصر دائماً في كل معاركه على الاحتلال وأجهزة مخابراته ومحاكمه وقضاته وجلاديه وإدارة سجونه،أعلن بصوت ثوري جهوري مجلجل بأنه لن يرضخ ولن يذل ولن يستكين ولن يستسلم ولن يسقط الراية أو يتخلى عن الهدف والمبدأ الا بالشهادة او تحقيق النصر،ومن أجل أن تصان منجزات ومكتسبات الحركة الأسيرة،وأن لا تصادر حقوقها،ومن أجل حركة أسيرة لها عزتها وكرامتها،ولكي تستعيد دورها ومكانتها كحركة تحتل الموقع النضالي المتقدم في الصراع،وهي التي كانت بمثابة الحصون والقلاع والمدارس والجامعات الثورية التي تخرج القادة والكادرات في مختلف المجالات والميادين السياسية والتنظيمية والحزبية والجماهيرية وحتى التعليمية منها،اعلنت الحركة الأسيرة الفلسطينية وفي المقدمة منها رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى رأسهم أمينهم العام الرفيق القائد احمد سعدات،أن ذلك لن يتحقق الا بخطوة استراتيجية،ألا وهي الاضراب المفتوح عن الطعام،وبالفعل بدأ رفاق الجبهة ومعهم أخوتهم الأسرى معركتهم النضالية في السابع والعشرين من أيلول الماضي،في تلك المعركة والحرب صادرت ادارة السجون كل وابسط مقومات الحياة من زنزانة الرفيق القائد وشريكه ورفيق "برشه" القائد المجاهد جمال أبو الهجا،والحملة طالت حتى ملح الطعام الذي يحفظ الجسم والمعدة من العفونة،مما تسبب للرفيق القائد سعدات الدخول في نوبات من الغيبوبة المتقطعة،ورغم ذلك كان يصر على القول بأننا ماضون نحو أهدافنا ولا تراجع الإ بالشهادة او النصر،وهنا يخاطب الرفيق عبيدات القائد سعدات بالقول" لم تغب عن الوعي يا رفيقي فنحن الغائبون" في فقرة ذات معاني ودلالات عميقة،فالرفيق القائد رغم غيابه عن الوعي بسبب الاضراب المفتوح عن الطعام،يرى عبيدات بأنه بكامل وعيه،فهو يعي ويدرك ما يريد،الهدف أمامه واضح،بينما نحن الواعون غير المدركين لأهدافنا،ويؤكد عبيدات بأننا نحن الغائبون عن الوعي،فسعدات امتلك الإرادة والقرار ووضوح الرؤيا،ونحن لا لإرادة ولا قرار لدينا ولا رؤيا واضحة ولا استراتيجية موحدة ويواصل عبيدات قوله للرفيق القائد سعدات " اضرب هناك عن الطعام ..عن الكلام ....وعلق لنا بوصلة ...فنحن الضائعون" هنا عبيدات كلماته تزداد لسعاً وحدة فهو يقول للرفيق سعدات بإضرابك المفتوح عن الطعام حددت لنا البوصلة والهدف،فنحن أصبحنا ضائعون تفرقنا الانقسامات والاقتتال على سلطة وهمية والصراع على مراكز وامتيازات ومغانم في زمن كله مغارم..... ويواصل عبيدات مخاطبته للرفيق سعدات بالقول"علمنا احمد العربي....وقل لنا رأساً برأس" مستعيراً كلمات الرفيق القائد في الذكرى الأربعين لإستشهاد الرفيق القائد ابوعلي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية السابق الذي اغتالته قوات الاحتلال الاسرائيلي في مكتبه برام الله 27/8/2001،حيث عاهد الرفيق سعدات الرفيق القائد الشهيد بالثأر والإنتقام له بالقول" الرأس بالرأس والعين بالعين..." فهذا الرفيق أقرن القول بالفعل عندما ثأرت الجبهة الشعبية وأنتقمت لاغتيال امينها العام الشهيد ابو علي مصطفى بتصفية الوزير الصهيوني المتطرف زئيفي،كذلك نرى الرفيق عبيدات واثقاً ومتيقناً من انتصار وجه الرفيق سعدات الذي تعلوه البسمة دائماً رغم القيد والأسر والمعاناة على السجان المشبع بالحقد والعنصرية والعنجهية والغطرسة،فهو يخاطبه بالقول"يا رفيقي أحمد.. سينتصر وجهك الباسم على السجان، فهكذا علمت تجارب الحركة الأسيرة بإن ارادة الأسير ستقهر القيد والسجان والقضبان وتنتصر عليها، وكما انتصر احمد في اضرابه المفتوح عن الطعام هو ورفاقه واخوته الأسرى انتصرت من قبله الحركة الأسيرة، وهو ايضاً شاطرها وشاركها هذا الانتصار في معارك نضالية سابقة،معارك الأمعاء الخاوية،حيث كان النصر دائماً حليف الحركة الأسيرة،فقد دافعت عن حقوقها وانتزعت منجزاتها ومكتسباتها وعمدتها بالدماء والتضحيات،فقد استشهد على مذبحها الأسرى الشهداء عبد القادر أبو الفحم وراسم حلاوة وعلي الجعفري واسحق مراغة وانيس دولة وحسين عبيدات وغيرهم،وتحت هذا العنوان وهذا الشعار خاضت الحركة الأسيرة اضرابها الاخير في 27/9/2011 ما عمد بالدم والتضحيات لا ينتزع الا بالدم والتضحيات،ويكمل عبيدات مخاطبته وقوله للرفيق القائد " وسيوذيب صمودك الثوري ...صلابة القضبان" هنا يؤكد عبيدات على ان الصلابة والعناد والصمود والثابت على الموقف وعمق الانتماء قادرة ان تفتت وتكسر حتى قضبان السجن والزنازين المعروفة بصلابتها وقوتها.

وعبيدات مؤمن بأن الانتصار في الاضراب المفتوح عن الطعام الذي قاده سعدات،هو انتصاراً لكل أبناء الحركة الأسيرة،وستنعكس آثاره ايجاباً على كل السجون والمعتقلات،وهذا الانتصار ملك لكل أبناء الحركة الأسيرة،حيث يقول هنا"ويضيء فكرك الحالم عتمة نفحة وعسقلان...".

وايضاً يؤكد ويشدد عبيدات بعدما تم تعليق الاضراب المفتوح عن الطعام،بعد أن اضطرت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية لمفاوضة الأسرى والاستجابة الى العديد من مطالبهم،وفي المقدمة منها إنهاء شبه كلي لظاهرة العزل الانفرادي،والاستجابة للشروط والمطالب الحياتية الأخرى،الى حتمية هزيمة الجلاد والمحتل والطاغي والباغي،فهكذا التاريخ يعلم،بأن النصر دائماً حليف المضطهدين والمظلومين،وأنه من الاستحالة أن ينتصر احتلال مهما طال الزمن على إرادة شعب ينشد التحرر والحرية، وهنا يقول"إن محتلك إندحر وأنتصر أحمد الإنسان..."

نعم نقول بأن هذا الرفيق أسطورة في النضال والتضحية والعطاء،كان النموذج والمثال في كل المعارك والميادين،لم يخذل شعبه ولم يبخل عليه في العطاء والتضحية،وعاهد شعبه أن يجعل من كل الساحات والميادين والأماكن التي يتواجد فيها ساحة من ساحات النضال،وهو ليس من القيادات الخائفة والمرتجفة،والتي لم تكن لا نموذجاً ولا مثالاً للحركة الأسيرة في التضحية والعطاء والصمود والثبات،وحتى في الجوانب المسلكية والحياتية،بل لا نجافي الحقيقة أنها ولدت إحباطات ويأس وعدم ثقة عند أبناء الحركة الأسيرة،والتي كانت تهمس سراً وأحياناً علناً بالقول:ألآن ندرك لماذا لم تنتصر ثورتنا حتى الآن،ولماذا بقينا كل هذه السنوات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية؟؟.

ونختم بالقول كما قال الرفيق عبيدات في مخاطبته للقائد سعدات"إضرب هناك عن الطعام عن الكلام وعلق بوصلة لنا  فنحن الضائعون".


CONVERSATION

0 comments: