الشعب الليبي اراد ان ينتصر فكان له ذلك .وهذا درس في اخلاقيات السياسة وكل من يعتقد ان السلطة بيد الانظمة التي لا تحسن استعمالها .وتؤدي بها الى الهلاك .انه درس في اصرار الثوار حتى النهاية .والقضاء على فلول النظام السابق .ورمز هذه الكارثة الاجرامية التي باشرها القذافي اكثر من اربعة عقود .والشعب يعاني ويلات التهميش والاقصاء ..
ها هي الثورة تحقق اهدافها .لكنها تختلف في النتائج مع قريناتها في تونس ومصر .وثورة الربيع العربي تحفل بالمفاجات .واختلاف النهايات في مسلسل الطوغات الذين يحكمون وطننا العربي .وتعطي صورة اخرى عن تداعيات الثورة وانتصارها على اشكال الشر .وتاصلت فكرة ارادة الشعوب في الذهاب بعيدا في تطبيق سلطة الشعب في ازالة من تراه غير مؤهل للنيابة عنها .وحماية مصالحها..
ان شباب الثورة كانت لهم اليد الطولى في هذا الانجاز التاريخي .خرجوا من صفوف الدرس والتحصيل العلمي والتحقوا بالثوار دون ان تكون لهم دراية بحمل السلاح واستعماله .ونجحت العزيمة القوية في بلورة افق جديد كان السمة الابرز في المعادلة التي افرزت هذه الكفاءات الوطنية .ورؤية مشرفة عن قدرة الشباب العربي في خلق الفارق في التوجهات السياسية من المحيط الى الخليج .وكانت السنوات التي مضت سجنا كبيرا يحد من طموحات الشباب الذي كان ينظر الى دوره بالفاشل والمتسرع وتنقصه الحنكة والتجربة .وظل الشاب العربي على هامش الاحداث تجذبه تيارات مغرية وموغلة في التحرر واخرى تدفعه نحو التشدد والتعصب لموقف اخر يراه احسن حالا مما يقدم له
اشرقت صباح الخميس 20 اكتبر 2011 في ليبيا لتزف الفرحة الى كافة ابناء هذا الوطن حول نبا مقتل القذافي بيد الثوار .وبذلك يعتبر هذا اليوم استقلالا جديدا .يؤرخ بمداد الفخر عن ثورة عربية حققت ما لم يستطع احد من شعوب المنطقة تحقيقه في ازاحة نظام استبدادي بالقوة .والارادة الجماعية .وتذويب الخلافات .وتلاحم القبائل فيما بينها للدفاع عن ليبيا الحرة .ومستقبل مشرق لهؤلاء الابطال الذين برهنوا للعالم على قدرتهم في خلق المعجزات .ولا يمكن ان يقف شيء في وجه استمرارية الثورة وصناعها البواسل .وانسجام اطياف المجتمع حول راية واحدة .وتحت حكم مدني يدافع عن الجميع وبدون استثناء .وعلى المجلس الانتقالي ان يعلن في الايام المقبلة عن تشكيل الحكومة المرتقبة .وعقد مؤتمر المصالحة معكافة القبائل .وعودة الثوار الى التكنات .وتسليم السلاح الى المؤسسة العسكرية التي تسهر على عمليات جمع الاسلحة وادماج الثوار في صفوف الجيش....
وكانت جهات متخوفة من انتشار الاسلحة في الشوارع .مما قد يحدث ارباكا امنيا في مظاهر الحياة الجديدة في البلاد .واخبار عن انتشار بعض عناصر تنظيم القاعدة في صفوف الثوار .وهذا ما كان يردده حلف النيتو في اختباء كميات من الاسلحة .وسيطرة بعض عناصر التنظيم في قيادة الثوار والتحكم بزمام الامور .وهي سياسة يروجها الغرب _كالعادة _للتشويش على الاجواء العامة التي تعيشها مدينة طرابلس وبنغازي .وباقي المدن المسترجعة
واليوم تدخل ليبيا الى مسرح الاحداث الدولية والعالمية كدولة حققت اهدافها بيدها وبيد شعبها الذي كافح طيلة ثمانية اشهر ويزيد .وهو يقاوم شراسة كتائب القذافي التي قامت بابشع الجرائم في حق الانسانية
ليبيا الحرة مقبلة على اعادة بناء ما خربته ايادي القذافي وابناءه.واعمار المدن .واصلاح البنى التحتية .وفتح المدارس والمؤسسات الادارية والمرافق الاجتماعية .وتوفير الماء والكهرباء والتصريف الصحي .وباقي مستلزمات الحياة الطبيعية التي يحتاجها كل مجتمع خارج من حرب اتت على الاخضر اليابس. وهذا البناء يحتاج الى دعم الجميع للخروج من هذا المازق الخطير الذي وضعه القذافي في وجه شعبه حتى لقي حذفه في احدى الحرف التي تليق بمقام زعيم ملك ملوك افريقيا.لقد كان الشعب الليبي يعيش تحت زعامة نظام مجنون ومهووس بالانفراد والخصوصية حتى موته كان فريدا ومميزا ويرى في نفسه انه مات شهيدا من اجل الوطن. فكيف يكون له ذلك.وهو الذي قتل الابرياء في كل مكان.ولقب الشعب باوصاف لايمكن ان تصدر عن زعيم افريقي حظي بالمال الوافر.والنفط الفائض.ولم يستغل كل هذا لصالح بناء ليبيا كقوة اقتصادية في شمال افريقيا.وعلاقاته كانت مشبوهة.ويدعم تيارات ضد دول عربية ذات سيادة.ونظام ديمقراطي يحميها...
وكانت زباراته للخارج مثيرة للانتهاب واحيانا اخرى مدعاة للسخرية.لقد انتهى زمن الحكام المجانيين.وما تبقى من العقلاء يجب ان يستوعبوا الدرس جيدا قبل فوات الاوان
0 comments:
إرسال تعليق