من القلائل الذين تجد لكلماتهم صدي حقيقي عندما يعبرون عن قضايا وطنية وعربية ذات مدلولي ينتمان لكل ما تجسده العقول المستنيرة من صور إبداعية وفكرية وإقتصادية الكاتب العماني حيدر بن عبدالرضا اللواتي بمنطق فيه سلطنه عمان تكتب حاضرا ومستقبلا بلا علل وعقد سئمنا منها كثيرا في أوطاننا بل تجده دمث الخلق متواضعا في تصرفاته الشخصية كما هو في كتاباته المنهجية مبدعا من طراز فريد والتي تجذب كثير من قراء الضاد علي صفحات الشبيبة العمانية .. والزمن .. والعمانية .. وغيرهما من صحف عمان الكبري وقد جمعنا لقاء الصداقة والفكر في فندق شبرد المطل علي نيل القاهرة في 29/9/2011 الموافق الجمعة وتجاذبنا أطراف الحديث حول ربيع الثورات العربية التي هي بين نقد لفئة يمينية تسعي للحفاظ علي مكاسبها في ظل النظم السياسية المتهالكة عمرها الإفتراضي وفئة ثورية تريد تجديد الدماء بلون شبابي يحرك المياة الراكدة صوب النهر الكبير والعالم الذي تغير وتتطور كثيرا كثيرا كثيرا بعد إنهيار روسيا الشيوعية .. وكان حيدر عبدالرضا كمفكر عربي جامعا ومانعا لكثير مما نعانيه اليوم بفعل تراكمات إيديولوجية خاطئة أدت لتراجعنا عن تحقيق مشاريع نهضوية وبناء وطن عربي كبير لا يعتمد علي الآخر بشكل نبدو فيه عجزة ومبتوري الساقين ؟
كما جمعتنا جلسة لتناول طعام العشاء في مطعم فلفلة المعروف في شارع قصر النيل والذي يطل علي ميدان التحرير وسط مظاهرات عارمة من قوي سياسية مختلفة وتحدث عن أهمية الحرية كاتبنا الصحفي حيدر عبدالرضا في حياة الشعوب مهما كانت الخسائر التي تبدو كارثية في الشكل وعنوان مختلف لم نعتاده في ظل تخلف الحاكم وسيطرة رجال السلطة علي رقاب العباد ؟
وتناولنا الطعام والساعة تقترب من الثامنة ليلا معا ونحن نتجاذب معا حديثا قلبيا في صيف القاهرة وبين أحضان حضارتها المعمارية التي تستشعره في بهو المطعم رغم ملامحه الأمريكية ؟
ليحكي كثير من مشاهدات إبداعية لكبار مفكريننا وعلماءنا ومبدعيننا من عصر لآخر العقاد .. طه حسين .. توفيق الحكيم .. انيس منصور..يوسف السباعي .. نزار قباني .. محمود درويش .. سعاد الصباح .. مرورا بهؤلاء الشباب الذي مازال يأتينا صوتهم العذب من ميدان التحرير مطالبين بتحقيق أهداف الثورة المصرية وعلي رأسها العدالة الإجتماعية وأستعادة روح العلم الذي يبني وطن مؤسساتي بلا علل وعقد كما ذكر كاتبنا الكبير في بهو فندق شبرد وكان بالقرب منا من صفحناهم لأنهم ضمن وفد اتحاد الصحفيين العرب الذين جاءوا القاهرة ومعهم كاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا لبحث كثير من قضايا الصحافة العربية والتي هي ليست حديثنا هنا وكان من بينهم رئيس نقابة الصحفيين الإماراتية محمد يوسف .. ونقابة الصحفيين العراقية مؤيد اللامي .. ورئيس نقابة الصحفيين الاردنية والذي لا يحضرني اسمه فكان فندق شبرد في حضرة كاتبنا الكبير حالة من ثورة مفكر ومن ثورات الربيع العربي هو الآخر فكل منا يبحث عن سبيل للخروج من أزماتنا الحقيقية وليست المفتعلة بفعل سياسة عرجاء ؟
ومن رحم ميدان التحرير تذكر كاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا ذكرياته في القاهرة في العقدين الآخريين من القرن العشرين طالبا في الجامعة الأمريكية في كلية السياسة والاقتصاد والعلوم السياسية والتي مررننا بها مترجلين معا عبرأحدي مداخل ميدان التحريرالقريبة من مسجد عمر مكرم بعدما سمح لنا شابين من اللجان الشعبية الذين يقومون بالتأمين بالمرور وتبادلا التحية مع الكاتب الكبير عندما عرفوا أنه من الشقيقة العربية سلطنة عمان ورد عليهم بالتحية ثم مضي يتحدث معي عن سعيه لمواصلة دراسته الإكاديمية والعلمية بنيل درجة الدكتوارة من الجامعة الامريكية فرع مصر لأنه يشعر بروح مصر دائما رغم ما اصابها من زحام وسلبيات لا تمت بمصر التاريخ لكنها كانت لا مراء نتيجة سياسة الحاكم الذي لا يري غير نفسه مناضلا في الميدان وهذه عللة العلل التي نسعي دوما للنجاة منها مع ربيع الثورات العربية وتخلل لقاءنا العديد من القضايا التي تشغل بال كل مثقف عربي ومن بين تلك القضايا ( ليبيا ) التي لا توجد بها مؤسسات تحمي مصالحها وقت الأزمات لذا سقط القذافي المختبئ في جهة ما ( لم يكن القذافي قتل علي أيدي ثوار ليبيا عندما وجدوه في أنبوب للصرف ) مختبئا مع بعض حراسه الخميس 20/10/2011 وتذكرت عندما عرفت بخبر قتل القذافي جزء من لقائي الحميمي بالكاتب الكبير وكيف وصل الحال بدولة نفطية مثل ليبيا أن تكون بلا عقيدة عسكرية ودبابات ومدافع كتائب القذافي تحصد الثوار ؟
ومضينا في مطعم فلفة الأمريكي في الشكل ..المصري في الجوهر قرابة الساعة نتحدث سويا ونرتشف من عصير المانجو وفي عين كاتبنا الكبير كثير من صفحات تكشف مدي الظلم الذي يعاني منه الوطن العربي الكبيرمتعدد الثروات والمواهب ! ثم غادرنا مطعم فلفلة متجهين سيرا علي الاقدام إلي المكان المفضل لتناول عمنا نجيب محفوظ وحرافيشه (القهوة) في جلسة الجمعة عبر شارع شامبليون المطل علي المتحف المصري مباشرة وحديث الأدب هذه المرة يضمنا تحت سماء القاهرة حتي عبرنا كوبري قصر النيل وسط زحام وبهجة بالحرية التي أشار عنها كاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا بانها اغلي شئ في الوجود رغم المتاعب والمصاعب الناشئة عنها حتي تبني الدول بفكر جديد ؟
والنيل العذب يغازلنا بهواءه النقي وينفحنا كثير من روائع نجيب محفوظ ومنها ( الكرنك .. السكرية .. خان الخليلي .. حب فوق هضبة الهرم .. ثرثرة فوق النيل .. حتي وصلنا إلي مقصدنا وسط عبير نيلي وأشتهاء لعودة نجيب محفوظ وجلسنا علي منضدة تطل علي فندق سمراميس .. وجراند حياة .. من الجهة اليسري وعلي الجهة اليمني (الأوبرا) بتراثها الثقافي وجاء النادل وطلب فنجان من الشائ الأخضر وشخصي المتواضع فنجان من القهوة المضبوط بالوش كعادة المصريين وكعادة عمنا نجيب محفوظ ليتسم الحوار بيننا بدفئ القاهرة ونحن نغوص سويا في عالم الأدب والتاريخ والجامعة وكأن بيننا نجيب محفوظ يكتب تاريخ من ثورات عربية تنبا بها وعاش ليري قاهرة جديدة ؟
وكاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا مازال يتحدث معي عن ربيع الأدب بعدما تناول حوارنا معا مجموعتي القصصية ( نانا ) والتي أهديتها له وما تحمله من رؤية هي الأخري ثورية علي كل المشاعر التي تمنع الحب من النمو بلا ضريبة وكارت أحمر ؟
وأجلنا الحديث في مجموعتي القصصية الثانية ( مسكونة )وما تحمله من غموض ربما يبدو من عنوانها حتي نلتقي ثانية وخاصة أن الساعة تلو الساعة لتمضي مسرعة وفي عينه ربيع الثورات العربية مازال يغازله ويغازل كل من يسعي للحرية علي آمل لقاء آخر قبل مغادرته القاهرة متوجها لمسقط لكن كان اللقاء عبر النقال لظروف عمله وإنهاء أجراءات قبوله بالجامعة الأمريكية لنيل درجة الدكتوراة ومقابلة بعض أصدقاءه القدامي ومنهم رئيس تحرير الزميلة وكالة أنباء الشرق الاوسط ولم يخلو الحوار من إنتخابات نقابة الصحفيين في القاهرة .. وجريدة الزمن العمانية التي توقفت .. والشبيبة .. والجمعية العمانية للصحافة .. وزياراته لكربلاء .. وكثير من روائع الفكر والتاريخ والأحلام القادمة !
ومن الرائع هديته التي جلبها معه من مسقط والتي لابد من ذكرها عبر هذه السطور للقارئ وهي علبة حلوي عمانية تشبه الملبل الأبيض في مصر ولكنها بلون بني كان لها مذاق ممتع لدي ولدي أسرتي وما تحمله من فلكلورية مثقف شغوف بكل تراث أجدده العمانيين ..
ومن بين تلك الإبداعات التي ننقلها للقارئ مقاله الذي جاء بعنوان (مطار مسقط الدولي وانطباع الزائرين عنه ) وكان قد أرسله لي عبر بريدي إلكتروني بعدما غادرالقاهرة بلده الثاني بحمد الله وسلامته ليكون شاهدا علي فكر كاتب كبير يمد جسور من عطاء لا يتوقف لكونه يحلم بحاضرا مضيئا ومستقبلا أكثر تقدما فتحية لكاتبنا الكبيروالصديق حيدر عبدالرضا وأهلا به في قاهرة نجيب محفوظ مرة ومرات قادمة ..
كاتب مصري
abdelwahedmohaned@yahoo.com
..............................
من وحي واقع الكاتب الكبيرحيدر بن عبدالرضا (مطار مسقط الدولي وانطباع الزائرين عنه)
..............................
المطارات في بعض الدول هي الأماكن التي تعطي أول إنطباع للزائرين القادمين من الخارج عن قوة الدول الاقتصادية وحالتها الاجتماعية في الكثير من الأحيان. ورغم صغر مطار مسقط الدولي وتواضعه أمام المطارات الأخرى في المنطقة، إلا أن ملامح كثيرة للمطار تم تغييرها خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة للتوسعات التي جرت فيه، وكان آخرها افتتاح الصالات الجديدة للمغادرين وتخصيص صالات أخرى للذين يسافرون على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال وإنشاء السوق الحرة وتخصيص كاونترات جديدة لشركة الطيران العماني التي تتوسع يوميا بطريق عمودي وأفقي.
والكل يعلم بأن الحكومة تبذل جهودا متواصلة في بناء مطار دولي جديد منذ عدة سنوات ليتم تجهيزه وافتتاحه في ظرف السنوات الثلاث المقبلة. ومن هذا المنطلق نظمت وزارة النقل والاتصالات مؤخرا جولة تعريفية للصحفيين والاعلاميين لمطار مسقط الدولي مع بدء تنفيذ مبنى المسافرين، حيث تواجد في هذه الجولة كل من معالي الدكتور احمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات والدكتور جمعة بن علي آل جمعة رئيس مجلس ادارة الشركة العمانية لادارة المطارات، اللذين حرصا على تقديم جميع المعلومات اللازمة عن العمل الذي يجري بالمطار الجديد في إطار الدعم الذي يلقاه قطاع المواصلات في السلطنة، ليس على المستوى الجوي فحسب، بل أن القطاعين البحري والبري هما الآخران ينالان نفس الأهمية والرعاية لدورهما في دعم التنمية وتعزيز النمو الاقتصادي والسياحي والاجتماعي للبلاد.
معالي وزير النقل والاتصالات أكد في حديثه في هذه الجولة بأن الافتتاح الرسمي لمطار مسقط الدولي الجديد سيكون في اكتوبر 2014، وأن الجهود تتضمن أيضا تطوير مطار صلالة الدولي، باعتبار أن الكثير من الزائرين يترددون على هذين المطارين كل عام، وأن المبالغ المالية المخصصة لهما تزيد عن ملياري ريال عماني (5,2 مليار دولار أمريكي)، حيث بدأت الشركات المعنية بتفيذ الانشاءات في العمل في هذين المشروعين، ويسير العمل بهما بوتيرة متسارعة.
وهنا نشير إلى بعض الأرقام المهمة التي وردت في حديث معالي الوزير حيث أن البناء بمطار مسقط الدولي سيحتاج إلى 30 ألف عامل في وقت الذروة. ونعلم جميعا بأن معظم هؤلاء العمال سيكونوا من العمالة الوافدة، اللهم في بعض الأعمال التي سوف تسند إلى العمانيين في المرحة الحالية. أما الرقم الآخر المهم في هذا الاطار هو مبنى المسافرين الذي سيلبغ طوله 4 كيلو مترات، الأمر الذي يعطى انطباعا من الآن بأن المطار سيشهد حركة كبيرة في عدد الطائرات المغادرة والقادمة إلى السلطنة، ناهيك عن آلاف فرص العمل التي سترتبط بهذا المشروع الحيوي الذي نأمل بأن يكون العنصر العماني والكار الوطني متواجد فيه. الوزير من جانبه أكد هذا الأمر قائلا: "أن مبنى المسافرين بمطار مسقط الدولي الجديد سوف يحدث نقلة نوعية كبيرة في قطاع الطيران وسيكون تحفة معمارية جميلة تستحق ان تكون بوابة عمان وان تعطي الانطباع الجيد لكل مسافر بالرغبة دائما للعودة الى السلطنة موضحا ان مبنى المسافرين سيتضمن 58 موقفا للطائرات". والكل يتفق مع المسؤول بأن المطار الجديد سيكون رافدا اقتصاديا واجتماعيا وتجاريا للمجتمع العماني من حيث قدرته على توفير وظائف متعددة وفرص استثمارية، خاصة للشباب العماني الذي يمكن له أن يقوم بادراة المحلات والمطاعم والخدمات التي يحتاج إليها القادمون والمغادرون. فأمام الشباب الباحث عن العمل في ظرف السنوات المقبلة في هذا المشروع الحيوي 9 آلاف وظيفة لتشغيل المطار وجميع قطاعاته المختلفة من الطيران العماني والشركة العمانية لادارة المطارات.
إن ملامح مطار مسقط الدولي الجديد بدأ يلاحظه الكثير من الناس المترديين على الشارع المؤدي إلى المطار من خلال الحركة اليومية للشاحنات والآليات والأجهزة التي بدأت تنتشر على رقعة واسعة من الأرض المخصصة لهذا المشروع الكبير، وهذا ما يتم أيضا في مطار صلاة الدولي، وأن تشغيلهما في المستقبل سيكون مكسبا جديدا للبلاد، الأمر الذي سيدعم من الحركة التجارية والسياحية والثقافية بين السلطنة وسائر الدول الأخرى في العالم. ولا شك أن هذا الاهتمام يأتي ضمن الاستراتيجية الشاملة للسلطنة بتطوير قطاع الطيران المدني في السلطنة بشكل عام، ومطاري مسقط وصلالة الدوليين بشكل خاص.
لقد تم تشكيل عدة لجان لمتابعة العمل في هذين المشروعين المهمين اللذين سيتم تزويدهما بالأنظمة المتكاملة لإدارتهما مستقبلا، وكذلك لمتابعة مختلف الجوانب الفنية والمالية والتعاقدية للمشروعين، بالاضافة إلى العناية بدراسة شاملة ومتكاملة للمسارات الجوية العمانية بحيث تتلاءم مع حركة الطائرات على المدرج الجديد بمطار مسقط الدولي الذي سوف يستوعب عند تجهيزه 58 موقفا للطائرات، الأمر الذي سيؤدي إلى استقطاب عدد كبير من شركات الطيران العالمية إلى هذا المطار الجديد. وبالتالي سيعطي انطباعا متغايرا للزائر القادم إلى عمان أو الذي يقف برهة لساعات محددة في المطار.
0 comments:
إرسال تعليق