لا أُخفي أنني تفاجأت بوجود دعوى مرفوعة أمام هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية Ofcom - أوفكوم - حول تغطية قناة الجزيرة لما أصبح يعرف بأوراق فلسطين أو كشف المستور والذي كشف ما كان معروفاً من هزالة موقفكم التفاوضي وعبثيته وتفريطه، وهو الأمر الذي فشلت في نفيه شخصياً رغم المساحة الاعلامية الواسعة التي حظيت وتحظى بها.
ولا أُخفي أيضاً بأنني شعرت بسعادة يغمرها نوعٌُ من التشفي بنص القرار الذي صدر برد الدعوى التي قمت برفعها وخساؤتك بعد أن أرعدت وأزبدت بأنك ستقاضي الجزيرة ومن خلفها فإذا بك ترفع شكوي لهيئة رقابة واتصالات، وأين في بريطانيا، لتحصد الخيبة، وهنا نص القرار
كما لا أُخفي أنني عندما وصلني الخبر وتفاصيله قفزت إلى ذهني عشرات الأسئلة التي ربما تجد جواباً شافياً عندك، باعتبارك كبير المفاوضين الفلسطينيين، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وصاحب كتاب الحياة مفاوضات، لكن بطبيعة الحال لا مجال لعشرات الأسئلة هنا، لذا سأكتفي بعشرة فقط – عل وعسى!
1) ما هي مؤهلاتك الشخصية والأكاديمية لتدير شؤون المفاوضات بالشكل الذي رأيناه وسمعناه في كشف المستور ومنك شخصياً يوم فقدت أعصابك في برنامج بلا حدود لتتقزم القضية في "فلاشة" أظهرتها على الشاشة؟
2) وقطعاً للشك باليقين وحتى لا يعتبر السؤال السابق مستفزاً: هل لكم أن تذكروا انجازاً واحداً فقط استطعت ومن معك تحقيقه من خلال حياتكم المليئة بالمفاوضات؟
3) لماذا لم تف بوعدك وتهديدك وتقاضي الجزيرة ووضاح خنفر الذي حملته المسؤولية بأسلوبكم المعتاد في شخصنة الأمور؟ ورجاء لا تقل لي أن الدعوى أمام أوفكوم هي مقاضاة!
4) هل تثق بالقضاء الفلسطيني مثلاً أو القطري؟ هل الهيئات البريطانية هي الأفضل لكم لترفعوا فيها شكواكم؟ ما سر هذه الجاذبية للتقاضي والشكوى أمام الهيئات والمؤسسات الأغلى في العالم لتحصدوا الهزائم دائماً؟
5) إعلام الاحتلال لا يكاد يمر يوم دون أن يهين رموز السلطة ويفضحها ويشنّع بها، ولأن ذاكرتي ربما غير قادرة على أن تسعفني، كم هو عدد القضايا التي رفعتموها في لندن قبلتكم المفضلة – أو غيرها إن وجد - ضد الاعلاميين والصحف والقنوات العبرية؟
6) بما أنك كبير المفاوضين وتعرف ثوابت وحقوق شعبنا (..) هل سبق وان انتفضت وثرت كما فعلت في هذه الدعوى انتصاراً لشخصك – هل ثرت للأسرى أو القدس أو ضد المستوطنات؟ وللتسهيل هل تجرأت يوماً ليس على رفع قضية أو تقديم شكوى، بل على التراجع مثلاً عن أن الحياة مفاوضات – عبثية عدمية مثلاً؟
7) في إطار "محاولة" التنصل مما احتوته وثائق كشف المستور، هل تملك أنت شخصياً أو أي من رموز السلطة الجرأة والشجاعة للقول والتصريح و"خزق عيوننا وعيون الجزيرة" بأنكم لم تتنازلوا عن حق العودة إلى "المدن والبلدات والقرى الأصلية في يافا وحيفا وعكا والناصرة وطبرية وصفد وغيرها"؟ هل يمكنك إصدار تصريح "كريستالي" على رأي زميلك في هذا الشأن دون عبارة "حل عادل ومتفق عليه" والتي تعني التنازل المسبق عن حق العودة؟
8) بعد كل هذا وذاك، هل يمكنك الخروج مرة أخرى لتقول أن وثائق الجزيرة غير صحيحة؟ لم ترفع قضية حول مضمونها وصحتها ولم تطعن فيها، بل حاولت الادعاء بعدم المهنية أمام هيئة بريطانية، أيمكن اعتبار ذلك إقراراً صريحاً بالمخازي التي وردت في كشف المستور وعجزك المطلق عن مواجهتها قضائياً؟
9) تصلني وباستمرار رسائلك وتصريحاتك وتعليقاتك على مستجدات الأمور عبر البريد الالكتروني، وأتساءل هل مهمة كبير المفاوضين التعليق على الأحداث كمعلقي مباريات كرة القدم؟ هل نحتاج لدائرة لشؤون المفاوضات لتنقل لنا الأخبار دون موقف؟ اللهم إلا مواقف الرفض والاستهجان والاستنكار مفرغة المحتوى والمضمون؟ بعبارة أخرى ما هو دور دائرتكم في منظمة التحرير الفلسطينية غير إرسال الرسائل الالكترونية؟
10) وأخيراً، السؤال الأسهل، متى ستقرر أن نهجك فاشل ومفاوضاتك فاشلة، لتستقيل فتستريح وتريح؟
في انتظار إجابة من أي نوع وعلى أي سؤال – إن وجدت!
وحتى ذلك الحين أدعوك وبصفة شخصية ومباشرة، لزيارة لندن قبلتكم المفضلة، للدخول في ندوة أو حوار أو مناظرة أو ما تشاء حول مفاوضاتكم وانجازاتكم في سلطة أوسلو، متحملاُ وبصفة شخصية تكاليف السفر والاقامة، على أن يكون نقل ذلك على الهواء مباشرة، يشاهده الشعب الفلسطيني ويسمعه، لا على طريقة "الفلاشات" الغامضة، ليس الأمر صعباً على ما أعتقد على الخبير ورئيس الدائرة والكبير، ما رأيك؟
0 comments:
إرسال تعليق