بعد الأربعاء جهزوا المدافن والمستشفيات لعشرة مليون قتيل ومثلهم جريح/ رجب عبد العزيز

بداية قبل أن أخوض في المفاجئة التي انتظر إن أعلن عنها اقرب الناس إلية والذين كانوا من المتابعين عند حدوثها- قبل هذا لابد وان أتقدم بنداء إلى الشعب المصري بكل طوائفه - لا تقتربوا من الكرسي أو من الذين يلهثون خلفه فالكرسي به سم قاتل- فمنذ بداية يناير وانأ حذرت كثيرا من اتفاق المجلس العسكري مع الإخوان المسلمين ليس عيبا في الإخوان فهم شريحة كشرائح المجتمع ولكنه اتفاق بت عدة شبهات على أثره تم الاتفاق من تحت الترابيزة مع كل الجماعات الإسلامية بكل تصنيفاتها وأسمائها- وذادت البلطجة بعد إن كرر المجلس العسكري نفس غلطة النظام القديم عندما جعل من حزب الفاسدين حزب منحل كما فعل المنحل من قبله وقال عن الإخوان المحظورة - ولم يفكر احد إن إذا كانت جماعة الإخوان كبيرة ومنظمة ومعها المال الكافي للدخول في اى شي فالمنحل معه ما يوازى الإخوان في كل شي- هذا ما حذرت منه وكان الأقدر بمسؤلى الحكم الانتقالي لمصر الكبيرة وضع تحت الكبيرة مليون خط فكان أجدر بهم إن لا ينظرون إلى الماضي ويعاملون كل الشعب سواسية فلم يحدث هذا- وبدأ مع التهاون المفرط فيه عن عمد توجيه الأهانات إلى الجيش المصري والذي هو خط احمر للجميع فمنذ صغرنا وحتى اليوم وإثناء عملي في بلاط صاحبة الجلالة أول درس تعلمناه هو الجيش خط احمر ولماذا هو خط احمر ليس لأنه فوق الكل أو انه معصوم من الخطأ ولكن لأنه جيش مصر فلا يهان ولكن راح الدرس وراحت كل الدروس وأصبحت اهانة الجيش مثلها كمثل اهانة اى فاسد فكنت متعجبا من الصمت الرهيب لكبار القوات المسلحة فلماذا يضعون أنفسهم في هذا الوضع ولماذا يضعون مصر في هذه المكانة وكنت اصرخ بقلمي ابتعدوا عن الجيش مهما فعل لان الجيش رمز لمصر وللعرب ولكن زادت الأهانات بطرق مدروسة وفى المقابل الجيش صامت- فقلت يوما لنقضى على البلطجة وكل شي سيئ وليأخذ الجيش السلطة وهذا ليس عيبا فليأخذها ألان دون إراقة دماء الشعب الواحد لأنه في النهاية واتحدي الجميع مصر لن يحكمها غير رجل عسكري وهذا تحدى- قلت فليأخذ الجيش السلطة ويحكم البلاد حكم انتقالي ولو لمدة ثلاثة أعوام حتى تنتهي أعمال البلطجة ويتعافى اقتصادنا الذي أصبح في تدهور رهيب وتعود الأسعار إلى ما كانت عليه بدلا من زيادتها بشكل مبالغ فيه وجعل الشعب يطالب بمبارك تارة والسادات وعبد الناصر تارة بل جعل الناس تكره شهر يناير- اعذروني فانا لا أجيد الكذب على نفسي واصدق كدبي فكونوا ولو مرة صادقين مع أنفسكم- في الفترة السابقة قبل يناير كتبت وقلت إن سبب الفساد في مصر هما اثنين الحزب الوطن وجماعة الإخوان وألان هما أيضا سبب ما نحن فيه ولكن الفرق إن الجيش دخل نفسه طرف وهذا ما كان لا ينبغي على الإطلاق فجيش مصر للشعب كله وليس لفئة معينة- تقدمت بمشروع يحل مشاكل الأقباط كلها ويكون بارقة أمل ليس للأقباط فقط ولكن لمصر كلها وأعجب كل من قرأ المشروع بالأفكار ولكن لم ينفذ منه حرف حتى ألان رغم انحنى حذرت كثيرا من الصدام المتوقع- ونحسبها بالعقل – كيف يقبل الأقباط التزايد المستمر للجماعات الإسلامية بصوتها العالي وهم صوتهم منخفض ويشعرون أنهم سيصبحون أقلية قولا وفعلا فنحن كمسلمين علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم احترام الأديان ومعاملتهم معاملة حسنة وخاصة المسيحيون- فلن نقبل كمسلمون إن يكونوا أقلية وأيضا لا نقبل إن لا تكون المادة الثانية من الدستور هي الشريعة الإسلامية ولكن من ينفذ القانون فلا احد يثق في الإخوان أو الجماعات الإسلامية وقلت وقتها أين دور الأزهر الشريف فإذا كان في العصر البائن لم يكن له دور فجاءت الفرصة من عند الله إن يكون له دور ولا يفرط في دوره ولن يغضب الأقباط من الأزهر يوما ما- وذادت المشاكل يوما بعد يوم وأصبح المجلس العسكري كأي فرد عادى يتم اهانتة فكنت أتعجب لماذا ولماذا اهانة مصر فهل من اجل الكرسي نقبل بالاهانة ملعون هذا الكرسي وكل الكراسي—تم الإعلان عن انتخابات الشعب وأول ما قرأت القانون شعرت برهبة وقلت لنفسي ماذا يريدون لمصر فقانون الانتخابات مفصل للإخوان والوطني فقط وهذا الكلام لا يفهمه غير السياسيين- فعندما قرأت اندماج الدوائر على مستوى الجمهورية فوجعت – فمثلا دائرة بندر الفيوم والتي كانت دائرة لوحدة أصبحت تشترك مع مراكز بمعنى إن مرشح البندر لابد وان ينتخبه ناخبين البندر والمراكز وبهذا يخرج مرشح البندر لصالح مرشحي المراكز ومن هم مرشحي المراكز هم الإخوان وعائلات الوطني – ولو جرت الانتخابات في هذا الوقت ستكون مجزرة بل ستكون اكبر مجزرة سيشهدها العالم وليس مصر فقط- فتخيلوا معي- الشرطة غير متواجدة وستترك الكل يذبح في نفسه وتقف هي كمتفرج والجيش لن يحمى كل الدوائر داخليا وخارجيا وهناك بلطجة ومال وعائلات وقبائل لن تفرط في الكرسي الملعون--- وجائنى 21 حزب لا اعرف منهم سوى حزبين أرادوا أن أترشح على قوائمهم والمدهش أنهم قالوا لي أنهم من سيتكلف بمصاريف الانتخابات من البداية للنهاية فتعجبت كثير فهناك ناس ماشية جنب الحيطة وبتقول يارب العشا للأولاد وهناك ناس معها ملايين وستوزعها على الانتخابات- طبعا رفض كل عروض الأحزاب بقولي لن اشترك في هذه المهزلة ولن أكون سبب في قتل نفس أو إصابة اى شخص وقلت لهم أتوقع سقوط عشرة مليون قتيل لو حدثت الانتخابات في هذا الوقت- فقال لي رئيس احد الأحزاب- أنت غريب يا أستاذ لان الفرصة جاءتك على طبق من ذهب لأنك منذ 1995 وأنت تدخل انتخابات ضد الحزب الوطني ويتم التزوير وألان لا وجود للوطني والملعب فاضي فقلت له أولا ليس طبق من ذهب ولكنة طبق مملوء بالدماء وثانيا من قال لكم إن الحزب الوطني انتهى انتم حالمون لان هناك اتفاقيات تحدث في الكواليس وطرفها أعضاء من الحزب الوطني مع الإخوان وبعض الأحزاب- فيا مجلسنا العسكري فيا قادة قواتنا المسلحة ضعوا مصر وشعبها إمام أعينكم ولا تنظروا إلى الكرسي ألان---- وألان مع مفاجئة لم تكن مفاجئة للمقربين منى ولكن لأنني زهقت من كثرة الكلام في هذا الأمر ولماذا رفضت احد المناصب التي عرضت علية- أولا عندما جائنى تليفون من احد المسؤلين الكبار بأنني مرشح لأحد المناصب فرفضت دون تفكير وعندما قال لي المسؤال لماذا الرفض فقلت له إنا رجل صاحب مبدأ وقرار ووجودي سيكون من عدمه فلن أأخذ اى قرار لا أنا ولا اى مسؤل فلماذا أذا المنصب أو منصب من اجل الوجاهة فقط- لا أحب الكذب على نفسي فالوضوح والشفافية توصلك دائما لبر الأمان وأضفت للمسؤل أنا من موقعي وفى كل مكان سأفعل كل شي أراه لمصر جيدا ولكن لو أصبحت كما تريدون فلن يكون لي قرار أو اى تحرك سوى الكذب والمسؤل راح والمسؤل جه وطقم الحراسة على أكمل وجهه وانأ لست ممن يعشقون حياة الكذب وعلى وعد لو علمت أنني سأكون صاحب قرار سأقبل اى مكان دون تردد أما أن اشترك في الكذب لا ومليون لا – فأحترم قراري الرجل وانتهى الأمر من وقتها—وألان أما زلتم مصرون على إجراء المذبحة- ليس لي مصلحة بالعكس لو ترشحت سأكون عضو مجلس شعب وانأ في بيتي وهذا ليس غرور ولكنه واقع والمصلحة العليا لمصر تقتضى إن تفكروا في البعد عن المذبحة وسقوط أكثر من عشرة مليون قتيل ومثلهم جريح- اللهم بلغت اللهم فأشهد------
القلم الحر
رجب عبد العزيز


CONVERSATION

0 comments: