من الأسئلة التي يتداولها الشارع المحلي بحي سيدي البرنوصي ، مع صدور كل منبر جديد ، من الجرائد الوطنية الورقية ، هو : أي حضور لمشاكل و هموم وقضايا حي سيدي البرنوصي ضمن صفحات الجريدة ؟ا
لأن السؤال ، يستمد مشروعيته ، من شبه غياب هموم الشارع المحلي لمنطقة البرنوصي ، ضمن الصفحات المخصصة لجهة مدينة الدار البيضاء ؟ا
خاصة ، وأن المنطقة حبلى بالمشاكل والقضايا التي تستحق النشر ، من انتشار الباعة المتجولين ، احتلال الملك العمومي ، دور الصفيح ، مقاهي الشيشة ودعارة القاصرات ، النشل والسرقة ، أطفال الشوارع ، المشردون ، ظاهرة البطالة ، جمعيات على الورق ، واقع الحي الصناعي ووو ما لا يعد ولا يحصى ، من الملفات التي تهم تسيير الشأن المحلي ، لارتباط ما هو سياسي بما هو اجتماعي وثقافي .
رغم كل هذه الملفات الضخمة ، التي بالكاد تجد لها طريقا إلى الصحافة الورقية ، نجد لها حضورا مكثفا ، ضمن الصحافة الإلكترونية ، التي أصبحت في وقت وجيز ، صوت من لا صوت له ، تعكس نبض الشارع المحلي و تعطي الصورة الحقيقية عن واقع الحال .
حي سيدي البرنوصي كغيره من الأحياء الشعبية أو الراقية ، يحتاج إلى التفاتة إعلامية و تخصيص حيز له ، ضمن صفحات الإعلام الوطني .
ليس لأن المنطقة تتوفر على أكبر حي صناعي ، أو أنها استمدت شهرتها من فريق رياضي يطعم الفرق الوطنية أو الدولية ، بأجود اللاعبين ، أو أن الحي يزخر بالعديد من النجوم والطاقات أو ما لا يعد ولا يحصى المواهب الشابة ولكن لأن بقدر ارتفاع النمو الديمغرافي و إتساع الرقعة الجغرافية بالمنطقة ، تزداد المشاكل الاجتماعية تعقيدا وتفرز لنا ظواهر اجتماعية لا قبل لساكنة الحي بها وهذا ما لا نجده للأسف في صحفنا الورقية .
من هنا الإقبال على الصحافة الإلكترونية ، التي سحبت البساط من الصحف الورقية ، بالنظر إلى حجم الإخبار و المعلومات التي تزخر بها ، في الوقت الذي تفتقر فيه الصحافة الوطنية ، إلى أخبار تهم ساكنة المنطقة التي وجدت في المدونات و المواقع الإجتماعية ، أو إن شئنا التحديد ، في الإعلام البديل أو صحافة المواطن ، المنبر الذي يقترب من همومهم و يستمع إليهم .
لأن دور الإعلام الحقيقي ، أولا وأخير ، هو أن يكون من وإلى القارئ ، هو أن تعكس صورته بسلبياتها وإيجابياتها ، أن يقول لمن أساء قد أسأت ولكن أحسن فقد أحسنت ، دون مجاملة أو تزييف للحقائق .
لأن مع انتشار الوسائل التكنولوجية ، من انترنيت وهاتف نقال و حاسوب نقال ، أصبح من الصعب إخفاء الحقيقة كما هي ، بلا رتوش أو تعديل .
فالمبحر عبر الشبكة ، أصبح يجد نفسه أقرب إلى الفايس بوك و إلى غوغل + منه إلى صحيفة ورقية ، تتحدث في كل شيء إلا هو .
تتحدث عما يقع هنالك و تتجاهل ما يقع هنا ، بين الدروب والأحياء الخلفية و الأزقة المظلمة .
الإعلام إن شئنا ، القول ، هو الاقتراب من المواطن ، بكل فئاته العمرية و شرائحه الاجتماعية ، و الإنصات إليه ، حتى يتحقق التماهي وليس الابتعاد عنه وتجاهله لسبب من الأسباب ، قد تكون مبررا رئيسا في عزوفه وهجرته إلى الشبكة العنكبوتية ، التي وجد فيها ضالته والبديل الذي احتضن أماله و آلامه .
الحل هو الإنصات إلى نبض الشارع .
0 comments:
إرسال تعليق